من قلب مدينة طوكيو وفي مقر سوني الرئيسي، قام السيد “ياسوهيرو أوتوري” بعمل أمر لم يستطع أيّ تقني في اليابان بأكملها بعمله، ألا وهو إلقاء نظرة مفصلة داخل أحد أقوى منصات الألعاب في التاريخ، البلايستيشن 4.
الحدث حصل في منتصف شهر أكتوبر الماضي أيّ قبل عدة أسابيع فقط من طرح الجهاز في الأسواق للولايات المتحدة وكندا. قام رئيس طاقم المهندسين الميكانيكيين المسؤولين عن البلايستيشن 4 وبجانبه عدد من المهندسين في شركة سوني وكذلك بعض منسقي العلاقات العامة وصحافيين وستة أشخاص فقط لتوثيق الحدث بعمل هذه المهمة. وكذلك كان هنالك المترجم الذي يترجم أي كلمة تخرج من فم المهندس إلى الإنجليزية. وقام المهندس بعمل هذه المهمة لمدة ساعة ونصف تقريبًا مُفككًا هذه التحفة قطعةً قطعة.
لم يصنعوا خلية معالجات معقدة كتلك التي رأينها في البلايستيشن 3"
ونأتي إلى الأهم، ما رآه الطاقم هو بنية وعتاد قوي لمنصة أللعاب وكذلك بسيط في نفس الوقت. طاقم المهندسين الذين بنوا هذا الجهاز وعلى رأسهم “مارك سيرني” لم يصنعوا خلية معالجات معقدة كتلك التي رأينها في البلايستيشن 3، أو بالأحرى سوني قد تخلت عنها وذلك من أجل بناء جهاز يتصف بالقوة والبساطة، المعالج الموجود على البلايستيشن 4 مبني على نظام X86 والذي يشبه إلى حد كبير بالمعالجات التي موجودة في أقوة أجهزة الحاسب المكتبية. الحكمة وراء هذا الأمر هو بناء جهاز يكون بسيط جدًا للمطورين وذلك من أجل بناء الألعاب.
وفي نفس السياق، أوضح “كريس زيمرمان” المؤسس المشارك ومدير التطوير في شركة الإنتاج “Sucker Punch” ببساطة عتاد هذا الجهاز بقوله، “إنتهينا مع منصة تستهدف اللعبة بشكل أنسب -وهو المطلوب- ومنصة تصميمها أقل تعقيدًا”. وكذلك هذا الرجل يعتبر مصمم لعبة مملوكة لسوني والتي يجري العمل عليها حاليًا تحت إسم ”AMOUS: Second Son” قادمة للبلايستيشن 4.
“عتاد شركة سوني طوال التاريخ يتصف التعقيد جدًا”
وأضاف، “الأمور قد بدت قياسية قليلًا، في شروط الشخص العادي. عتاد شركة سوني طوال التاريخ يتصف التعقيد جدًا. وإذا كنت على إستعداد بوضع مجهودك الشخصي للإستفادة من هذه التعقيدات، ستستطيع عمل أشياء خرافية كثيرًا وبشكل لا تُصدق، لكن هناك الكثير من الجهد المبذول لمجرد الوصول إلى نقطة معينة لأجل التأكد بأنّ كل شيء يعمل. وهذا هو دون الوضع لهذا الجيل من المنصة.”
لكن يضل البلايستيشن 4 يذهب بعيدًا عن متوسط أجهزة الحاسب الشخصي، بجمعه معالج وهو الدماغ المركزي لأي حاسب وكذلك معالج رسومات لتقديم رسومات أفضل. والناتج من ذلك هو معالج يستطيع أنّ يوفق ما بين هذين الدورين بكفاءة عالية وكذلك يحرك ذاكرة عشوائية بحجم 8 جيجابايت من نوع GDDR5 والتي تعتبر أسرع ب16 مرة من تلك التي توجد في البلايستيشن 3. والجوهر من ذلك هو إعطائك عوالم أللعاب “غنية” كما وصفها “سيرني”. ومعنى ذلك إذا دخلت عالم أللعاب في البلايستيشن 4 جميع الشخصيات في اللعبة ستظهر بمظهر مختلف.
وبالعودة إلى السيد “زيمرمان” والذي تقريبًا يؤكد الكلام السابق بقوله، “هنالك الكثير من التفاصيل لكل شيء في الشاشة، لكن بالنسبة لنا، التغييرات الحقيقية هي أكثر نوعية.” وهو يشرح أنّ منصة الألعاب أتاحت الألعاب وأمور أخرى لتقديم تجربة أكثر واقعية عن السابق. وأضاف، ” الأمور التي لم نكن باستطاعتنا عملها بالسابق كالشوارع الرطبة، سنستطيع الآن عملها.”
ومن الأمور التي تجدر أنّ تكون مُلاحظة هي أنّ الكثير من أجهزة الحاسب الشخصي الاحترافية لمنصات الألعاب تقدم بشكل كبير نفس القوة التي يقدمها البلايستيشن 4، ولكن منصة الألعاب بالتأكيد تتجاوز ما تملكه للألعاب المتنقلة الجديدة، وتقدم شيء واحد لا تستطيع الحصول عليه مع أجهزة الحاسب الشخصي وهي شركة سوني نفسها! سوني تملك العديد من شركات إنتاج الألعاب المعروفة جيدًا مثل “Sucker Punch”. وهذه الشركات بالطبع ستبهر اللاعبين وستظهر جدارة البلايستيشن 4. ويقول “هارولد جولدبرج” ناقد الألعاب ومؤلف كتاب “All Your Base Are Belong to Us” بأنّه ليس المهم هو الجهاز، بل الألعاب هي المهمة”
ستلاحظ في الصور التي بالأعلى أنّ محول الطاقة موجود داخل الجهاز، والذي يعني بأنّه لن يحدث فوضى في غرفة الجلوس. وكذلك ستجد جميع قطع العتاد الأخرى الأساسية لأي جهاز عصري، من الواي-فاي والبلوتوث وكذلك محرك أقراص يقرأ البلوراي والدي-في-دي كذلك. الأمر الجيد أنّها تتناسب تمامًا مع جميع قطع العتاد التي بداخل الجهاز الذي يعتبر صغير الحجم. لكن الجهاز تم تصميمه بعناية فائقة جدًا لإخراج الحرارة من الصندوق، وذلك باستخدام اثنتان من مروحيات الطرد الخارجي المصممة خصيصًا للجهاز.