بعد تجربتي لآخر نسخ سلسلة Splinter Cell لفترة الخمس دقائق الأولى لم أجد ما أقوله لوصف اللعبة بأكثر من مدهش فعلاً، لن تستطيع إبعاد نظرك لأي لحظه عن هذه اللعبة والتي صدرت في منتصف السنة الحالية تحت رعاية Ubisoft الشركة المالكة لأعظم ألعاب الأكشن منذ سنين عديدة، تتبع اللعبة لسلسلة امتدت جذورها لعام 2005 وبرأيي فقد استطاعت إعادة نفسها بقوة كبيرة إلى الساحة أكثر مما قدمته نسخة “Conviction” إنتاج 2010 رغم بعض الأخطاء البسيطة التي أثرت على مستواها بشكل بسيط.
يقدم هذا الإصدار أساليب جديدة ومتطورة في كافة المجالات من سرد للقصة و تتابع أحداث ناهيك عن الترتيب المثير لمقاطع الآكشن والتي ستجذب انتباهك لفترة طويلة، فعلى عكس النسخة الماضية التي لم تضع في أهمياتها سوى الأكشن و العنف دون أي جاذب آخر، أما Blacklist فقد أضافت الكثير من الأفكار الفنية في إطار الجذب و الحماس وجعلك تبعد يدك نهائياً عن زر “escape” لتخطي مشاهدة أي من مقاطع الفيديو التابعة للقصة.
ستقدم لك اللعبة إمكانية التحرر من القصة السردية التي تُجبَر بها من قِبَل المصممين فسوف تتمكن من تحديد مصير عدوك بيدك كيفما تعتقده مناسباً مع شخصيتك الحقيقية التي تتمثل في “Sam Fisher” داخل اللعبة يمكنك تفجير عدوك بإلقاء قنبلتك بين قدميه لتحوله إلى أشلاء أو تأتي من خلفه لتأخذ حنجرته من مكانها بسكينك الخاصة، أيضاً إن كنت من محبي الهدوء ستكون قادراً على تفتيت رأس أحدهم عن طريق مسدس فتاك يحتوي على كاتم صوت، وأخيراً إلى أكثر دعاة القتل المسالم ستتمكن من القبض على ذلك العدو والقيام بمجرد رميه من النافذة ليجرب السقوط الحر نحو الموت عملياً، أو العفو عنه وهذا أقل الخيارات خسائر، مع الملاحظة بأن اللعبة ستسير بحسب خيارك لا العكس “باختيار الشركة” كما قلنا سابقاً والذي سيحتسب نقطة إيجابية فريدة في تاريخ ألعاب الفيديو.
ارتكزت اللعبة على نظام تصويب مميز وتحكم مثالي بالكاميرة عند اللعب مما يزيد من الاعتماد على دقتك الشخصية في القنص و القتل سريعاً، بينما ستتمكن أيضاً من التصويب على أربعة من الأعداء في آن واحد لترميهم قتلى برصاصاتك الرأسية بكبسة واحدة تنهي حياتهم دون مشاكل وهو نظام شبيه بنظام لعبة “Ghost Recon : Future Solder” التابعة لتوم كلانسي نفس كاتب سيناريو هذه اللعبة أيضاً، والذي سيضطرك لاستخدام هذه الميزة في بعض الأحيان عند مواجهة أعداد كبيرة من أفراد العدو، لن تنسى النسخة خدمة القتل التلقائي لمساعدتك على الأداء الأقوى من ثم عودتك إلى الخفاء في الظلمة التي لن تجد مكانك فيها أحياناً بسبب بعض المراحل النهارية التي تحمل نفس مستوى التشويق و الإثارة أيضاً، أضاف هذا الجزء من السلسلة بعض المزايا القديمة التي تناستها الشركة في إصداراتها القريبة السابقة مثل التسلل بين الأنفاق و التسلق على الحواف و الأنابيب المتدلية بين المباني للانزلاق نحو الأعداء و الانقضاض عليهم.
الشيء الجدير بالذكر أن Blacklist قد زودت نفسها بوجهة تحدي جديدة تتمثل بنظام النقاط الذي سيحسب لك المزيد منها عند القتل الصامت في قائمة “Ghost” أو طريق التسلل في تصنيف “Panther” و أخيراً إلى هواة الهجوم العشوائي غير المنظم “Assault” وكل من هذه التصنيفات ستفيدك في حصد المزيد من الكؤوس و الإنجازات، لن ننسى أيضاً أساليب التخصيص في الشخصية التي ستسمح لك بالتعديل على مظهرك الخارجي والحصول على عتادك المطوَّر من خلال الأموال التي ستحصدها عند إنهاء المراحل المطلوبة منك، وقد تتمكن أيضاً من حمل المزيد من الأسلحة التكتيكية الجديدة التي تساعدك على التسلل دون وقوعك بأعين العدو مثل قنابل الغاز المنوِّم و الأسهم القاتلة إضافةً غلى بعض الألغام و المزيد من التحديثات الأخرى.
لن تتمكن من التمتع بأموالك التي جنيتها كثيراً فسوف تضطر لصرف أغلبها على المعدات المحددة التي ستحتاجها في مراحلك القادمة وإلا فستأخذك معداتك المتواضعة إلى إعادة المراحل القادمة مراراَ وتكراراً لتتمكن من تخطيها في ظل الإمكانيات المتوسطة لتتعلم عدم بذل أي باوند تأخذه إلّا عند حاجته الماسّة، أما إن كنت تسأل عن كيفية التمتع بالإضافات المتقدمة فإنك ستنتظر حتى تخطيك مراحل متقدمة من اللعبة و جني المال الوفير الذي يكفي للمعدات المطلوبة في المراحل التالية و إلى أحد التحديثات الفنية التي ستكون من انتقائك.
تم تصميم اللعبة بذكاء حيث أنك تتمكن من التجول الكامل في قاعدتك السرية داخل الطائرة والتحدث إلى أفراد فرقتك و التنبؤ عن المهمات القادمة، وستجد أيضاً شاشات الكترونية و تقنيات متقدمة تسمح لك بالدخول إلى الشبكة الخاصة و التعرف على القائمة السوداء التي تسعى ورائها و اختيار المراحل بحسب رغبتك أيضاً، بالنسبة لتصميم الشخصيات فقد كان هذا أكبر عثرات اللعبة والتي جعلتني في صدمة لما قدمته اللعبة من مزايا فريدة و قصة مميزة فقد تم إعداد الشخصيات بتقنيات بدت أنها قديمة بعض الشيء خصوصاً على منصات الألعاب التي زادت سوءاً عن نسخة الحاسوب الشخصي، ظهر كل من المساعدين و أفراد العصابات بأشكال قبيحة عدا فيشر الشخصية الرئيسية التي حظيت ببعض الاهتمام مع خطأ بسيط في صوت الشخصية الذي بدى أصغر بقليل من اللازم لصوت رجل مقاتل في فرقة خاصة و أب بنفس الوقت لفتاة في العشرينات من عمرها.
تم تكوين اللعبة من 14 مرحلة مرتبطة بقصة واحدة بالإضافة إلى بعض المراحل التي ستحتاج لأكثر من لاعب عن طريق الشبكة العنكبوتية، أما في المراحل الأربعة عشر فإن الخيار سيكون لك في إتمام المهمة منفرداً أو برفقة أحد زملائك الحقيقيين، وتتقسم مراحل اللعبة بين نمطين مختلفين، عند المهمات الأربع التي تقدمها لك المساعدة “Charlie” ستكون بصدد لعب نمط “Horde Mode” والذي يفرض عليك الصمود أمام مجموعات كبيرة من الأعداء يزداد تعدادها و قوتها مع التقدم بالأداء، أما بالنسبة لمهمات “Grim” فسيعتمد على أسلوب التخفي بشدة والذي سيجعلك من عداد الموتى إن تم اكتشاف أمرك، على الرغم من وجود نمطين صريحين في اللعبة فقط إلى أنك قادر على إنهاء تلك المراحل بأساليب متعددة دون الضرورة للاتباع التام بالخطة المرسومة.
تضيف الشركة في هذا الوسم مرحلة تحتوي على طائرة حربية مقاتلة من نوع “AC-130″ تحملك لتطلق صواريخها على أحد المدن “المتنوعة” مما جعل بعض الناس تستغرب من وجود هكذا مرحلة في محيط يعتمد على التسلل بشكل أساسي، أعادت الشركة أيضاً نموذج اللعب “Spies VS Mercs” وهو الذي أشار إلى اللعب الجماعي في إصدار Double Agent من عام 2006، يكوَّن النمط المذكور من فريقين أحدهما الجواسيس ذوي الحركة السريعة و المزايا الفريدة في التسلل بالمواجهة مع أفراد المرتزقة المدججين بالأسلحة القوية والدروع، يمنح النمط أسلوبي لعب الأول هو “2on2″ الكلاسيكي و الآخر هو ”4on4″ والذي يتيح نطاقات أوسع بإضافة الأسلحة الخاصة و الإضافات الشخصية، وتدور المعركة بين الفريقين على الأرض الافتراضية و يسعى كل من الاثنين السيطرة على مساحات أكبر بينما يصد أحدهم الآخر ضمن سلسلة من الفوضى و الدمار الشامل.
جميع ما ذُكِر من تعديلات متقنة و أفكار جديدة دفع بالسلسلة إلى عجلة المستقبل لتفتح أفقاً جديدة تمكن المستخدم من تحديد قصته بمفرده و تصميم شخصيته على هواه لتلائم أفكاره و تصاميمه الخاصة قدر المستطاع، ولو قامت الشركة تطبيق جهد أكبر في رسوميات وجوه اللعبة فلا بد أنها قد كانت ستصبح من أفضل ألعاب السنه هذه و القادمة بامتياز دون منازع، عدا أنه لم يسبق لتلك الشركة الوقوع في تلك الأخطاء إلّا نادراً. تم إصدار عده نسخ من اللعبة لتعمل على منصات Xbox 360, PlayStation 3 إضافةً إلى الحواسيب الشخصية و بعض التوقعات لإصدار نسخ مستقبلية تطابق الجديد من PlayStation 4 وَ Xbox One ونأمل في ذلك انتهاز خدمات المنصات الجديدة في جعل اللعبة أكثر جمالية وتخطي الأخطاء الحالية لنتمكن من قول كلمة مثالي دون الإحساس بأي تأنيب صغير لضميرنا الالكتروني.